عند حوار الأشاعرة عن استواء الرحمن على عرشه قل لهم ما يلي
راجع لسان العرب لابن منظور باب السين مادة سوا ذكر ابن منظور ما نصه كالتالي
وقال أحمد بن يحيى في قوله عز وجل : " الرحمن على العرش استوى " ، قال :
الاستواءُ الإقبال على الشئ ، وقال الأخفش : استوى أي علا ، تقول : استويت
فوق الدابة ، وعلى ظهر البيت ، أي علوته . واستوى على ظهر دابته أي استقر .
وقال الزجاج في قوله تعالى : " ثم استوى إلى السماء " ، عَمَدَ وقَصَدَ
إلى اسماء ، كما تقولُ : فَرَغَ الأمير من بلد كذا وكذا، ثم استوى إلى بلد
كذا وكذا، معناه قصد بالاستواء إليه، قال داود بن علي الأصبهاني : كنت عند
ابن الأعرابي ، فأتاه رجل فقال : ما معنى قول الله عز وجل " الرحمن على
العرش استوى " ؟ فقال ابن الأعرابي : هو على عرشه كما أخبر ، فقال : يا
أبا عبدِ الله ، إنما معناه استولى ، فقال ابن الأعرابي : ما يُدريك ؟
العربُ لا تقولُ استولى على الشئ حتى يكون له مضاد ، فأيهما غلب فقد استولى
، أما سمعت قول النابغة : إلا لمثلك أو مَن أنتَ سابقه
سبَقَ الجواد إذا استولى على الأمد ، انتهى
فالله على العرش كما أخبر عز وجل
ولا أدرى بلغة العرب من العرب بعيداً عن معتقدات الفرق سواء كانت الفرقة
ضالة أم على الحق، فالمرجع في فهم كلام العرب هو لمعاجم اللغة العربية
ولا يصح مطلقاً ما قاله بعض الفرق أننا نؤمن بالآية ونفوض معناها إلى الله ، ولا نعرف معناها
هذا الكلام باطل ، لأنه ليس من المنطق أن تكون كلمة في لغة ولا يعرف أهل
هذه اللغة معنى هذه الكلمة ، وإلا فكيف سيتم ترجمتها للغات الأخرى لو أحبوا
يتعرفوا على الكتاب المقدس عند المسلمين وهو القرآن الكريم العظيم ؟؟؟؟؟
ولا يصح الإحتجاج في هذا الصدد بكلام الإمام مالك صاحب الفقه المالكي لما
قال " الاستواء معلوم - وفي رواية غير مجهول - والكيف مجهول - وفي رواية
غير معقول - ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " هذا الكلام من الإمام
مالك كان رداً على سؤال محدد : " كيف استوى " فالرجل الذي جاء الإمام مالك
لم يسأله عن معنى الإستواء بل سأله عن كيفية الإستواء
فلا يصح التضليل من بعض الفرق بالإستدلال بهذه المقولة لأن قول الإمام مالك
" والسؤال عنه بدعة " كان يقصد ما سأل عنه الرجل وهو كيفية الاستواء وليس
معنى الاستواء
ولا يصح التضليل بالإدعاء بأنه لا يجوز الكلام في هذا الموضوع بحجة أن
الصحابة لم يتكلموا فيه ، فهذا تضليل ، لأننا لم نبحث أبداً في الكيفية بل
نسأل عن المعنى ، ومن الطبيعي أن الصحابة لم يتكلموا في هذا الموضوع لأن
الصحابة هم العرب الذين نزل القرآن بلغتهم ، وبالتالي فلن يسألوا عن معنى
أي كلمة فيه إلا بعض الكلمات التي تكون في لهجات قبيلة غير قريش فهنا قد
يكون أحد الصحابة غير عالم بمعنى هذه الكلمة مثل كلمة الأب في قوله تعالى "
وفاكهة وأبَّاً * متاعاً لكم ولأنعامكم " فهذه الكلمة لم يفهمها أحد
الصحابة - وهو إما أبو بكر أو عمر رضي الله عنهما لا أذكر أيهما بالتحديد -
حتى أشار له أحدهم أن الفاكهة طعام البشر والأب طعام الأنعام ، وكلمة
(سكين) لم يكن يعرفها الصحابي الجليل أبو هريرة لأنه من غير قبيلة قريش
وكان في قبيلته - لا أذكر اسمها - كانوا يقولون عنها مُدْيَة
لذلك فمن الطبيعي أن الصحابة لم يتكلموا في هذا الموضوع لأنهم كانوا يفهمون
معناها ، لكننا لسنا عرب ، بل كل مَن يحيى في عصرنا الحالي إما عرب
مستعجمون أو عجم مستعربون ولا يوجد على ظهر الأرض في زمننا المعاصر عربي
أصيل
أما نحن فمن الطبيعي ان معظم كلمات القرآن لا نعرفها ومن حقنا أن نسأل عن
معنى كلمة الإستواء كما نسأل عن معنى يعمهون كما نسأل عن كلمة العهن
المنفوش وهكذا من باقي كلمات القرآن
وأكرر مرة أخرى
الإمام مالك أمر بطرد الرجل لأنه سأله عن كيفية الإستواء وليس معناه
فلا يُستَدل بهذه الواقعة عند السؤال عن مَعنى الإستواء
ومعناها يعرفه العرب ونعرفه نحن من المعاجم ولا يصح القول بتفويض معناها
إلى الله لأنه لا يُعقَل أن كلمة في لغة العرب لا يعرف معناها كل القبائل
العربية
ولو وجدت كلام جديد في المعاجم الأخرى سأسردها لكم إن شاء الله
ومن يجد كلام آخر في المعاجم الأخرى فليسردها للنفع بإذن الله كمعجم
الزبيدي ومختار الصحاح وغيرهم من المعاجم فهي مرجع فهم معاني الكلمات
القرآنية بعيداً عن عقائد الفرق الإسلامية سواء كانت فرق صحيحة او فرق ضالة
حتى لا تؤثر المعتقدات على فهم كلام العرب
والسلام عليكم