128/8- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يقول:" كفوا عن علي، فلقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه
خصالاً ، لأن تكون واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس،
كنت أنا وأبو بكر وعبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فانتهينا إلى باب أم سلمة رضي الله عنها، وعلي نائم على الباب فقلنا: أردنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يخرج إليكم فخرج رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فثرنا إليه ، فاتكأ على علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم
ضرب بيده على منكبه ، ثم قال:"إنك مخاصم مخصم، أنت أول المؤمنين إيماناً،
وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعده، وأقسمهم بالسوية، وأرفقهم بالرعية ,
وأعظمهم مزية ، وأنت عضدي وغاسلي ودافني، والمتقدم إلى كل شديد وكريهة ،
ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي"
ثم قال ابن عباس رضي الله عنه : ولقد مات علي رضي الله عنه بصهر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، وبسطة في العسرة، وبذل الماعون ، وعلم بالتنزيل،
وفقه في التأويل، وقتلات الأقران.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع من عمل الإبزاري[5]، وكان كذاباً.
129/9- قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:"أنت أول من آمن بي ، وأنت
أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الأكبر،
تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار"
قال ابن الجوزي: موضوع، فيه عباد بن يعقوب. قال ابن حبان:يروي المناكير عن
المشاهير ، فاستحق الترك. وفيه علي بن هاشم. قال ابن حبان: كان يروي عن
المشاهير المناكير، وكان غالياً في التشيع. وفيه محمد بن عبيد قال يحيى: ليس بشيء.
130/10 - قول ابن عباس: ستكون فتن فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين:كتاب
الله , وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب:"هذا أول من آمن بي، وأول من
يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل ، وهو
يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي
أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي".
قال ابن الجوزي: موضوع ، والمتهم به عبد الله بن داهر، فإنه كان غالياً في
الرفض ، قال يحيى بن معين: ليس بشيء ، ما يكتب عنه إنسان فيه خير.
131/11- قول ابن مسعود :كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة وفد
الجن، فتنفس، فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال:"نعيت إلى نفسي ياابن مسعود"
قلت: فاستخلف قال:"من؟" قلت:أبو بكر . فسكت ثم مضى ساعة ثم تنفس، فقلت: ما
شأنك؟ بأبي وأمي يا رسول الله. قال:"نعيت إلي نفسي" قال:قلت: فاستخلف.
قال:"من؟" قلت: علي بن أبي طالب قال:" والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين"
قال ابن الجوزي: موضوع والحمل فيه على ميناء، وهو مولى لعبد الرحمن بن عوف،
وكان يغلو في التشيع، قال يحيى بن معين: ليس بثقة، ومن ميناء العاض بظر
أمه حتى يتكلم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو حاتم الرازي: كان يكذب.
132/12- /قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:"أنت وارثي" .
قال ابن الجوزي: هذا حديث مما عمله الإبزاري ، وكان كذاباً.
133/13- حديث" أولكم مني وروداً على الحوض أولكم إسلاماً ، علي بن أبي طالب" .
قال ابن الجوزي : هذا الحديث لا يصح . قال أحمد بن حنبل:أبو معاوية[6]
الزعفراني لم يكن حديثه بشيء ومتروك. وكذلك النسائي: متروك، وقال البخاري
ومسلم: ذهب حديثه. وقال أبو زرعة: كذاب . وقال أبو علي بن محمد: كان يضع
الحديث، وقد روى هذا الحديث سيف بن محمد عن الثوري، وسيف شر من أبي معاوية.
134/14- حديث :" إن أخي ووزيري وخليفتي من أهلي , وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني , وينجز وعدي – علي بن أبي طالب".
قال ابن الجوزي: قال ابن حبان: مطر بن ميمون يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا تحل الرواية عنده.
135/15- حديث : من لم يقل علي خير الناس فقد كفر.
136/16- حديث: يا محمد ، علي خير البشر من أبى فقد كفر"
137/17- حديث: علي خير البرية"
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله. أما حديث علي- وهو رقم15 –
ففيه محمد بن كثير الكوفي، وهو المتهم بوضعه فإنه كان شيعياً، وقال أحمد بن
حنبل: حرقنا حديثه. وقال ابن المديني: كتبنا عنه عجائب وخططت على حديثه.
وقال ابن حبان : لا يحتج به بحال. وأما حديث ابن مسعود(وهو رقم16) ففيه حفص
بن عمر، وليس بشيء. ومحمد بن شجاع الثلجي، وقد سبق في أول الكتاب أنه كذاب
، والمتهم به الجرجاني الشيعي.
وأما حديث أبي سعيد( وهو رقم17) : ففيه أحمد بن سالم قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ، فإنه يروي عن الثقات الطامات.
قلت: وثم طرق أُخر لا يصح منها شيء، تركتها اختصاراً، ولا يخفى على من له
أدنى فهم عدم صحة هذه الأحاديث ، لدلالتها أن علياً رضي الله عنه أفضل من
الأنبياء كلهم، لأنهم من البشر، واعتقاد هذا كفر ، نسأل الله السلامة. وقد
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية عقب هذا الحديث : موضوع، قبح الله واضعه.ا.هـ.
138/18- حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها"
139/19- حديث: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح من جميع الوجوه، أما حديث علي – وهو
رقم18- فقال الدار قطني: قد رواه سويد بن غفلة عن الصنابحي لم يسنده،
والحديث مضطرب غير ثابت ، وسلمة لم يسمع من الصنابحي .. قال ابن الجوزي:
وثم في الطريق الأول محمد بن عمرو الرومي قال ابن حبان: كان يأتي عن الثقات
بما ليس من حديثهم ، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وفي الطريق الخامس مجاهيل- وهو رقم19- .
قلت: وثم طرق أخر تركتها اختصاراً، وكلها قد قدح ابن الجوزي وغيره من
الحفاظ في صحتها ، وقد أطال الكلام أهل العلم على هذا الحديث ، فمنهم من
حكم عليه بالوضع كابن الجوزي، ومنهم من قال بصحته كالحاكم ولا يخفى تساهله
في تصحيح الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة، ولذلك لا يعتمد المحدثون على
تصحيحه. قال العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في كتابه: (إرشاد النقاد إلى
تيسير الاجتهاد) , ولهم في مستدركه ثلاثة أقول :إفراط وتفريط وتوسط. فأفرط
أبو سعيد الماليني وقال: ليس فيه حديث على شرط الصحيح، وفرط الحافظ
السيوطي، فجعله مثل الصحيح وضمه إليهما في كتابه الجامع الكبير، وجعل العزو
إليه معلماً بالصحة، وتوسط الحافظ أبو عبد الله الذهبي فقال: فيه نحو
الثلث صحيح ، ونحو الربع حسن، وبقية ما فيه مناكير وعجائب[7].ا.هـ كلامه رحمه الله.
أما ابن حجر والسيوطي فقد حكما على الحديث أنه من قسم الحسن، لكثرة طرقه،
وقد تعقبهما العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله ، وبين أنه لا
يصح منها طريق، ذكر هذا في تعليقه على الفوائد المجموعة في الأحاديث
الموضوعة، وكذا صاحب أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، ذكر أنه
موضوع، وعاب على من ذكره في كتابه من الفقهاء كابن حجر الهيتمي.
قلت: ولا يخفى أن هذا الحديث قد خالف الواقع، فلو كانت الشريعة جاءتنا من
قبل رسول الله عن علي لاحتمل أن الحديث له أصل ، ولكن ما دام أن أمير
المؤمنين علياً رضي الله عنه لم يحط بالشريعة كلها، وقد كان يطلب من
الصحابة الحديث كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه(رفع الملام عن
الأئمة الأعلام) قال رحمه الله في سياق البيان: إنه ما من أحد إلا وقد فاته
شيء من العلم، وكذلك علي رضي الله عنه قال: كنت سمعت من رسول الله صلى
الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء[8] أن ينفعني منه،
وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف صدقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر،
وذكر حديث التوبة المشهور، وأفتى هو وابن عباس وغيرهما بأن المتوفى عنها
زوجها إذا كانت حاملاً تعتد أبعد الأجلين ، ولم تكن قد بلغتهم سنة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيعة الأسلمية وقد توفى عنها زوجها سعد
بن خولة، حيث أفتاها النبي بأن عدتها وضع حملها، وأفتى هو وزيد وابن عمر
وغيرهم –رضي الله عنهم- بأن المفوضة إذا مات عنها زوجها فلا مهر لها، ولم
تكن بلغتهم سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بروع بنت واشق.ا. هـ كلامه.
أقول: ومما يدلنا أن الحديث قد خالف الواقع ما رواه أمير المؤمنين علي رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث، فقد ذكر بعض
المترجمين له رضي الله عنهم أنه روى خمسمائة وستة وثمانين حديثاً، فهذا يدل
دلالة واضحة أن الحديث ليس بصحيح ، لأنه قد نقل إلينا عن سائر الصحابة رضي
الله عنهم أضعاف ما رواه علي رضي الله عنه.
ولسنا نحسد أمير المؤمنين على ما أعطاه الله من النظر الثاقب، والرأي
الصائب، والفهم الصحيح. ولكنا نريد أن نبين للناس الأحاديث الموضوعة التي
لبست على كثير من الناس دينهم . والله المستعان.
140/20- قول أسماء رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يوحى إليه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:" صليت؟" قال: لا . قال:"
اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك ، فاردد عليه الشمس" قالت: فرأيتها
غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع بلا شك ، فقد اضطرب الرواة فيه إلى أن قال: وأحمد بن داود ليس بشيء وهو أحد رواة الحديث هذا.
قال الدار قطني: متروك كذاب، وقال ابن حبان : كان يضع الحديث . قال: وفيه
عمار بن مطر قال فيه العقيلي: كان يحدث عن الثقات بالمناكير، وقال ابن عدي:
متروك الحديث ، وفضيل بن مرزوق ضعفه يحيى ، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات ويخطئ على الثقات.
ثم قال ابن الجوزي رحمه الله: قلت: ومن تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى
صورة فضيلة، ولم يتلمح إلى عدم الفائدة، فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس صارت
قضاءً ، فرجوع الشمس لا يعيدها أداءً.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أن الشمس لم تحبس على أحد إلا
ليوشع.ا. هـ ، وقال العلامة عبد الرحمن المعلمي : هذه القصة أنكرها أكثر أهل العلم لأوجه:
الأول: أنها لو وقعت لنقلت نقلاً يليق بمثلها.
الثاني: أن سنة الله عز وجل في الخوارق أن تكون لمصلحة عظيمة، ولا يظهر هنا
مصلحة، فإنه إن فرض أن علياً فاتته صلاة العصر –كما تقول الحكاية- فإن كان
ذلك لعذر فقد فاتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر يوم الخندق
لعذر ، وفاتته وأصحابه صلاة الصبح في سفر وصلاهما بعد الوقت، وبين أن ما
وقع لعذر فليس فيه تفريط، وجاءت عدة أحاديث في أن من كان يحافظ على عبادة
ثم فاتته لعذر يكتب الله عز وجل له أجرها كما كان يؤديها ، وإن كان لغير
عذر فتلك خطيئة إذا أراد تعالى مغفرتها لم يتوقف ذلك على إطلاع الشمس من
مغربها، ولا يظهر لإطلاعها معنى، كما لو قتل رجل آخر ظلماً ثم أحيا الله
تعالى المقتول، لم يكن في ذلك ما يكفر ذنب القاتل.
الثالث : أن طلوع الشمس من مغربها آية قاهرة إذا رآها الناس آمنوا جميعاً ,
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة , وبذلك فسر قول الله عزوجل: )يوم يأتي بعض
آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل ...) الأنعام :158.
فكيف يقع مثل هذا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولا ينقل أنه ترتب عليه إيمان رجل واحد أ.هـ .
(الحواشي )
1 قلت ـ أبو مالك ـ : قوله ـ رحمه الله تعالى هذه فيه نظر حيث وأنه مما دخل
على بعض أهل السنة من بدع الشيعة , وللمسأ لة انظر تفسير ابن كثير لقول
الله تعالى : ({إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56 .
[1] هو عباد بن عبد الصمد كما في السند ، من الموضوعات.
[2] أعني معه في السبع السنين مع قطع النظر عن أول من أسلم.
[3] هو المنهال بن عمرو من رجال البخاري، تركه شعبة، لأنه سمع من بيته صوت
طرب، وهذا لا يقدح في المنهال، إذ يحتمل ألا يكون في البيت، ويحتمل أنه كان
نائماً، ويحتمل أنه من بعض أهله وهو كاره لا يستطيع أن يغير، وعلى كل فلا
يقبل هذا الجرح من شعبة رحمه الله.
[4] الدراع: هو أحمد بن نصر.
[5] وهو الحسن بين عبيد الله.
[6] وهو عبد الرحمن بن قيس.
[7] وقد ذكرنا نبذة من أوهام الحاكم الفاحشة في مقدمة الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.
[8] الحديث رواه أحمد وغيره، وفيه أسماء بن الحكم ، أنكر البخاري عليه هذا الحديث.
__________________
141/21- قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعلي: (إن المدينة لا تصلح إلا بي وبك ".
قال ابن الجوزي: قال أبو حاتم: ليس هذا الخبر من حديث ابن المسيب ، ولا من
حديث الزهري ، ولا من حديث مالك، فهو باطل، ما قاله رسول الله ـ صلى الله
عليه وآله وسلم ـ قط. وحفص بن عمر- وهو أحد رواة هذا الحديث – كان كذاباً .
وقال العقيلي: حفص يحدث عن الأئمة بالبواطل.
142/22 - حديث "النظر إلى علي عبادة"
ذكر له ابن الجوزي ثلاث عشرة طريقاً. ثم قال: هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه ، ثم تكلم على الرجال المجروحين في أسانيدهن.
143/23 - قول أنس: كنا يوماً مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السوق ،
فرأى بطيخاً ، فحل درهماً ثم دفعه إلى بلال. وقال: اذهب به فاشتر بطيخاً،
فمضى ومضينا معه إلى منزله وأتى بلال بالبطيخ ، فأخذ منه علي واحدة ،
فعورها ثم ذاقها ، فإذا هي مرة فقال:يابلال ، خذ البطيخ فرده وائتنا
بالدرهم ، وأقبل حتى أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث،
فلما رجع بلال قال: يا بلال ، إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال لي ويده على منكبي: "يا أبا الحسن ، إن الله قد أخذ محبتك على البشر
والشجر والثمر والمدر، فمن أجاب إلى حبك عذب وطاب ، ومن لم يجب إلى حبك خبث
ومر، وإني أظن هذا البطيخ لم يجب".
قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع، وواضعه أبرد من الثلج ، فإن أخذ المواثيق
إنما يكون لما يعقل، وما يتعدى ابن الجندي ، قال أبو بكر الخطيب: كان يضعف
في روايته، ويطعن عليه في مذهبه، سألت الأزهري عن ابن الجندي ـ أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عمران بن موسى ، المعروف بابن الجندي.ـ , فقال: ليس بشيء،
وقال العتيقي: كان يرمى بالتشيع.
144/ 24- قول علي: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم نمشي
في طرقات المدينة، إذ مررنا بنخل من نخلها صاحت نخلة بأخرى: هذا النبي
المصطفى ، وعلي المرتضى. ثم جزناها صاحت ثانية بثالثة: هذا موسى وأخوه
هارون . ثم جزناها فصاحت رابعة بخامسة: هذا نوح وإبراهيم. ثم جزناها فصاحت
سادسة بسابعة : هذا محمد سيد المرسلين وهذا علي سيد الوصيين. فتبسم رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: " يا علي، إنما سمي نخل المدينة
صيحاناً، لأنه صاح بفضلي وفضلك".
قال ابن الجوزي: هذا من أبرد الموضوعات وأقبحها ، فلا رعى الله من عملها ،
ولا نشك أنه من عمل الذراع وقد ذكرنا عن الدار قطني أنه قال: هو دجال كذاب.
قلت: ولا سامح الله من نقله لأجل الاحتجاج به. ولقد عرف بولس سلامة
النصراني سخافة عقول الشيعة، ونظم هذه الأحاديث الموضوعة في كتاب سماه(عبد
الغدير) ، فترى الشيعة معجبين بذلك الكتاب ، ويقولون: لقد عرف فضل علي
مسيحي ، والنواصب منكرون له، وهم لا يعلمون أن عمله مكيدة للإسلام، واقتداء
بعبد الله بن سبأ وشيعته الذين لا يألون جهداً في تفرقة كلمة المسلمين،
والذين كانوا سبباً في إشعال الفتن بين المسلمين، من وقت الخليفة الراشد
عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى يومنا هذا.. فما أشبه بولس سلامة صاحب
الكتاب المسمى بـ(عبد الغدير) ببولس اليهودي- الذي زعم أنه دخل في
النصرانية ، وكان ذلك منه مكيدة ليفسد على النصارى دينهم . وهذا فعل بولس
سلامة ، ولكن غلاة الشيعة لا يعقلون. وليتهم عرضوا دعوى بولس سلامة أنه يحب
علياً على قول الله سبحانه وتعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى
تتبع ملتهم) البقرة : 120. الآية، ليتضح لهم كذبه ، والله المستعان.
145/25- قول جابر: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب.
قال ابن الجوزي: هذا حديث باطل ، وقد تقدم أن الحسن العدوي كان يضع الحديث.
146/26- حديث: " حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب".
قال ابن الجوزي: قال الخطيب: رجال إسناده بعد محمد بن مسلمة كلهم معروفون
ثقات . والحديث باطل مركب على هذا الإسناد. ومحمد بن مسلمة قد ضعفه
اللالكائي , وأبو محمد الخلال جداً.
147/27-حديث: (من أراد أن ينظر إلى آدم في عمله ، ونوح في فهمه، وإبراهيم
في حكمه، ويحيى بن زكريا في زهده، وموسى في بطشه , فلينظر إلى علي بن أبي طالب) .
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع ، وأبو عمر متروك.
148/28- حديث: اسمي في القرآن ( والشمس وضحاها) الشمس : 1 , واسم علي بن
أبي طالب ( والقمر إذا تلاها) الشمس : 2، واسم الحسن والحسين ( والنهار إذا
جلاها) الشمس : 3, واسم بني أمية(والليل إذا يغشاها) الشمس 4. إن الله
بعثني رسولاً إلى خلقه ، فأتيت قريشاً فقلت لهم : معاشر قريش، إني جئتكم
بعز الدنيا وشرف الآخرة ، أنا رسول إليكم" فقالوا: كذبت لست برسول الله ،
فأتيت بني هاشم فقلت لهم: معاشر بني هاشم، إني قد جئتكم بعز الدنيا وشرف
الآخرة، أنا رسول الله إليكم . فقالوا لي : صدقت ، فآمن بي مؤمنهم علي بن
أبي طالب , وصدقني كافرهم يعني أبا طالب ، فبعث الله بلوائه، فركزه في بني
هاشم ، فلواء الله فينا إلى يوم القيامة ، ولواء إبليس في بني أمية إلى أن
تقوم الساعة، وهم أعداء لنا وشيعتهم أعداء لشيعتنا"
قال ابن الجوزي: قال الخطيب: وهذا الحديث منكر جداً ، بل موضوع ، وفي
إسناده ثلاثة مجهولون : الحوضي ـ الحوضي هو محمد بن عمرو ، كما في السند من
الموضوعات ـ ، وموسى بن إدريس، وأبوه، ولا يصح بوجه من الوجوه.
149/ 29 - قول سليمان: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فقلت : يا
رسول الله ، إن الله لم يبعث نبياً إلا بين له من يلي بعده، فهل بين لك؟
قال: "لا" ثم سألته بعد ذلك فقال:" نعم علي بن أبي طالب".
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع ، وفيه حكيم بن جبير. قال يحيى : ليس بشيء ,
وقال السعدي: كذاب وقال العقيلي: واهي الحديث. والأصبع والحسن مجهولان لا
يعرفان إلا في هذا الحديث ، وفي هذا الإسناد سلمة بن الفضل،
قال ابن الميني: رمينا حديثه، وفيه محمد بن حميد ، وقد كذبه أبو زرعة , وابن وارة , وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقات بالمقلوبات.
150/30- قول ابن عباس رضي الله عنه : لما عرج بالنبي صلى الله علي وآله
وسلم إلى السماء السابعة، وأراه الله من العجائب في كل سماء، فلما أصبح جعل
يحدث الناس من عجائب ربه، فكذب من أهل مكة من كذبه ، وصدقه من صدقه ، فعند
ذلك انقض نجم من السماء، ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " في دار
من وقع هذا النجم ؟ فهو خليفتي من بعدي " قال: فطلبوا ذلك النجم ، فوجدوه
في دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فقال أهل مكة: ضل محمد وغوى ، وهوى
إلى أهل بيته، ومال إلى ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فعند ذلك
نزلت هذه السورة ( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن
الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) النجم : 1-4 .
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، لا شك فيه ، وما أبرد الذي وضعه، وما أبعد
ما ذكر. وفي إسناده ظلامة منها أبو صالح باذام ، وهو كذاب.
وكذلك الكلبي، ومحمد بن مروان السدي، والمتهم به الكلبي قال أبو حاتم بن
حبان: كان الكلبي من الذين يقولون : إن علياً لم يمت، وإنه يرجع إلى
الدنيا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها. لا يحل الاحتجاج به.
قال ابن الجوزي رحمه الله: قلت: والعجب من تغفيل من وضع هذا الحديث ، كيف
رتب ما لا يصلح في العقول من أن النجم يقع في دار ويثبت حتى يرى، ومن بلهه
أنه وضع هذا الحديث عن ابن عباس وكان ابن عباس في زمن المعراج ابن سنتين ،
فكيف يشهد تلك الحالة ويرويها.
قلت: كفى غلاة الشيعة خزياً وضلالة روايتهم مثل هذه الأحاديث ، التي تنفر
عنها الطباع، وتمجها الأسماع، فالرسول مشغول بالدعوة إلى الله ، وهؤلاء
مشغولون بالخلافة ، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له هم إلا تأسيس
الخلافة لعلي وذريته. فالله المستعان.
151/31 - قول أنس بن مالك : انقض كوكب على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى هذا الكوكب، فمن انقض في
داره فهو الخليفة من بعدي, قال: فنظرنا فإذا هو انقض في منزل علي بن أبي
طالب ، فقال جماعة من الناس: قد غوى محمد في حب علي بن أبي طالب، فأنزل
الله تعالى
والنجم إذا هوى) إلى قوله (وحي يوحى).
قال ابن الجوزي: هذا هو الحديث المتقدم إنما سرقه بعض هؤلاء الرواة، فغيروا
إسناده، ومن تغفيله وضعه إياه على أنس، فإن أنساً لم يكن في مكة في زمن
المعراج، ولا حين نزول هذه السورة ، فإن المعراج كان قبل الهجرة بسنة ،
وأنس إنما عرف رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، وفي
هذا الإسناد ظلامة، أما مالك النهشلي فقال ابن حبان: يأتي على الثقات بما
لا يشبه حديث الأثبات ، وأما ثوبان فهو أخو ذي النون المصري، ضعيف في
الحديث، وأبو قضاعة منكر الحديث، متروكه ، وأبو الفضل العطار , وسليمان بن أحمد مجهولان.
152/32- حديث: (وصيي وموضع سري وخليفتي في أهلي , وخير من أخلف بعدي – علي بن أبي طالب) .
153/33- خبر: قلت لسلمان الفارسي: سل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من
وصيه؟ فقال له سلمان: يا رسول الله ، من وصيك؟ قال: من كان وصي موسى؟"
قال: يوشع بن نون. "فإن وصيي , ووارثي يقضي ديني , وينجز موعدي ، وخير من
أخلف بعدي – علي بن أبي طالب".
ذكر ابن الجوزي رحمه الله لهذا الحديث أربع طرق ، ثم قال: هذا حديث لا يصح .
أما الطريق الأول وهو رقم 33- ففيه إسماعيل بن زياد، قال ابن حبان: لا يحل
ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وقال الدار قطني: متروك، وقال عبد
الغني بن سعيد الحافظ: أكثر رواة هذا الحديث مجهولون وضعفاء. وأما الطريق
الثاني ففيه مطر بن ميمون . قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو الفتح
الأزدي: متروك الحديث . وفيه جعفر، وقد تكلموا فيه , وأما الطريق الثالث:
ففيه خالد بن عبيد، قال ابن حبان : يروي عن أنس نسخة موضوعة، لا يحل كتب
حديثه إلا على جهة التعجب. وأما الطريق الرابع: فإن قيس بن ميناء من كبار
الشيعة , ولا يتابع على هذا الحديث.
قلت: قال في الميزان: قيس بن ميناء عن سلمان الفارسي بحديث:" علي وصيي..." ، وهذا كذب.
154/34- حديث : يا أنس اسكب لي وضوءاً ، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا
أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين ، وقائد
الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين" قال أنس :فقلت :اللهم اجعله رجلاً من
الأنصار إذ جاء علي عليه السلام قال:"من هذا يا أنس" فقلت: علي . فقام
مستبشراً فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه , ويمسح عرق علي بوجهه فقال علي:
يا رسول الله، لقد رايتك صنعت شيئاً ما صنعت لي قط. قال: ما يمنعني , وأنت
تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي