أنواعُ الكتبِ المصنّفة في علمِ الحديث
( 7 / 52 ) الجامع : ما يوجد فيه جميع أقسام الحديث – أحكام – عقائد – آداب – تفسير – مناقب – سير – فتن
أحاديث الأحكام : من كتاب الطهارةِ إلى كتاب الوصايا ، تسمّى " سنـنًا " .
أحاديث العقـائد : " التوحيد " لابن خزيمة " الأسماء والصفات " للبيهـقي .
أحاديث الرقاق : " الزهد " للإمام أحمد ، وابن المبارك و ، الأداب " الأدب المفرد " للبخاري .
أحاديث التفـسير : " تفسير ابن جرير ، والديلمي ، وابن مردويه ، والدر المنثور يجمعها كلها " .
أحاديث الفتن : " الفتن " لنعيم بن حماد ، وأحاديث المناقب : " القول الجلي في مناقب علي " الرياض النضرة " .
فالجامع ما يوجد فيه أنموذج من كل فن من هذه الفنون ، كالجامع للترمذي ، والبخاري ، وأمام مسلم فليس فيه تفسير ولا جزء القراءة ، فلا يقال له الجامع .
ومنها " جمع الجوامع " للسيوطي و " جامع الأصول لأحاديث الرسول " لأبي السعادات الجزري ( 606 هـ ) و " مجمع الزوائد ومنبع الفوائد " للهيثمي ( 802 هـ ) و " جمع الفوائد من جامع الأصول ومنبع الفوائد " للفاسي و " إتحاف المهرة بزوائد المسانيد العشرة " للبوصيري ( 840 هـ ) مرتبٌ على مائة كتاب .
أولًا : السنن ، سنن أبي داود ، والنسائي ، وابن حبان ، وابن السكن ( 353 ) والبيهقي ( 458 ) والدارقطني ، والدارمي مع أنّ ابن الصلاح قد عدّه في المسانيد وهو وهمٌ! وقال ابن حجر : لو ضمّ إلى الخمسة كان أمثل من ابن ماجهْ .
ثانيًا : المسانيد ، وإما تكون على ترتيب الصحابة ، بتوافق حروف الهجاء ، أو السابق إسلاما ثم الخلفاء فأهل بدر والحديـبية ، ثم مسلمة الفتح ، ثم أحاديث النسوة الصحابيّات ، أو القبائل ، كبني هاشم ثم الأقرباء لهم .
مثل : مسند ابن راهويه ، ويعقوب بن شيبة ، والطيالسي ، وأحمد بن حنبل ، وأبي حنيفة ،
ثالثًا : المعاجم ، وهو ما يكونُ على ترتيبِ الشيوخ ، بتقدم وفاته ، أو الهجاء ، أو الفضيلة ، كمعاجم الطبراني .
رابعًا : الأجزاء ، وهو ما يؤلف بجمع أحاديثِ رجلٍ واحدٍ ، كجزء حديث أبي بكر ، وأبي هريرة ، أو في موضوع خاص ، كذم الدنيا ، وباب النية ، لأبي بكر بن أبي الدنيا ، و " رؤية الله " للآجري و " رفع اليدين في الصلاة والقراءة خلف الإمام " للبخاري .
خامسا : الأربعون حديثًا ، تجمع في باب واحد ، أو أبوابٍ شتى ، وأما الحديث المعتمد عليه فهو ضعيفٌ وإن كثرتْ طرقه ، منهم من قصد الأحكام ، أو المواعظ ، وكم من حديث كثرت رواته وتعددت طرقه لا يزيده إلا ضعفًا .
سادسًا : المستخرجات ، بأن يأتي المصنف ، فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب ، فيجمتع معه في شيخه ، أو من فوقه ، كالمستخرجات على صحيح البخاري للإسماعيلي والبرقاني وبن مردويه ، وعلى مسلم لأبي عوانة ( 316) وأبي بكر بن رجاء النيسابوري ، والشاذلي ، والجوزقي ، وعليهما : للأصبهاني ، والأخرم ، والخلال ، وللمستخرجات فوائدُ كثيرة منها " العلو " و " القوة " و " تبـيين التدليس والعننعة والانقطاع والمهمل والمبهم إلخ .. "
سابعًا : المستدركات ، وهو : ما فاتَ من كتابٍ آخر على شريطته .
ثامنًا : العلل ، ككتاب " التمـييز " للإمام مسلم و " العلل الصغير " للترمذي .
تاسعًا : كتب الأطراف ، بأن يذكر طرف الحديث ، الدال على بقيته ، كـ" الأشراف على معرفة الأطراف " لابن عساكر ، وهو محدث شامي ، رفيقٌ للسمعاني ، صنف " التاريخ الكبير " لدمشق ، و" تاريخ بغداد " ( 571هـ ) . و و" تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف " للمزي ، و " مختصر أطراف المزي " للذهبي ، و" أطراف الكتب السنتة " للمقدسي
عاشرًا : المسلسلات ، وهو : ما تتـابع رجال إسناده واحدا فواحدا على صفة واحدة ، أو حالة واحدة ، للرواة والرواية ، كمسلسل تشبيكـ اليد ، والإيمان بالقدر ، وبـ إني أحبك ، وبرواية العيد .
الحادي عشر : الأمالي ، وهو جمع الإملاء بأن يقعدَ عالمٌ وحوله تلامذته معهم المحابر والقراطيس ، فيتكلم ، فيملي التلاميذ ، ومنها " أمالي ابن حجر " و " وابن عساكر" قال ابنُ عدي : كنا نشهد مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف وأكثر! قال أبو الحسين بن المبارك : كان مجلسه يُحزر بأكثرَ من مائة ألف إنسان .
فصل / في ذكرِ الكتبِ الستةِ المعروفة بـ " الصحاح ِ الستةِ " .
اعلمْ أنَّ أهلَ العلمِ قد دوّنوا الأحاديث ، واختلفتْ مصنّفاتهم = لكن الكتب الستة اشتهرتْ غايةَ الاشتهار ، واختيرت للقراء والإقراء ، والسماع والإسماع ؛ لما فيها من الفوائد ، وللبخاريِّ لمن أرادَ التفقّه مقاصد جليلة ، ولأبي داود في حصر أحاديثِ الأحكام واستيعابهما ما ليس لغيره ، وللترمذي في فنونِ الصناعةِ الحديثيّةِ ما لمْ يشاركه غيرُه ، وقد سلكَ النّسائي أغمض تلكَ المسائل وأجلها .
قال الحافظُ ابنُ حجر : وأوّل من أضافَ ابن ماجه إلى الخمسة " الفضلُ بن طاهر " في أطرافه ، ثم الحافظ عبد الغني المقدسي في " الكمال في أسماء الرجال " لكثرةِ زوائدِه على الخمسةِ بخلافِ الموطأ ؛ لكنْ فيهِ أحاديثُ ضعيفةٌ بل منكَرةٌ نقل عن الحافظِ المزّي : أنّ الغالبَ فيما انفردَ به الضعف ، وجعلَ رزين والمجد ابن الأثير السادسَ الموطأ .
وقال الحافظ : وينغي أنْ يُجعلَ مسند الدارمي سادسًا للخمسةِ بدله ، فإنه قليل الرجال الضعفاء ، نادرَ الأحاديث المنكرة والشاذة ، وإنْ كان فيه أحاديث مرسلة وموقوفة .
ذكرُ مصنفِ " البخاريّ " .
· أصحُّ الكتب بعد اللهِ عزّوجلّ ، وأصحُّ الصحيحين على الترجيح من مذهب الجماهير وأهلِ الإتقانِ والحذق والغوص ، وما رُويَ عن الشافعيِّ أن الموطأ أكثرُ صوابًا فذلكَ قبلَ وجودِ البخاريِّ ، وهو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبهْ الجُعْفي ، أبو عبد الله البخاري = روى عنه الترمذي في الجامع ، ومسلم في غير الجامع ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وابنُ أبي الدنيا ، وحدث عنه محمدُ بن نصرٍ المروزي ، وابنُ خزيمة ، وابن أبي داود = حفظ تصانيف ابنِ المبارك وهو صبيٌّ ، وصنّف كتابه " التاريخ " عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة .
وقد اختلف في اسم جدّه ، فقيل " يرذبه " وقيل " يزدبه " كان مجوسيّا ، وأول من أسلمَ البخاريُّ ، ونسبةُ البخاري إلى سعيدِ بن جعفر الجعفي والدي خراسان ، وكان له عليهم الولاء ، فنُسِبُوا إليه .
· قال الذهبي ( قدْ أفردتُ مناقبَ هذا الإمام في جزءٍ ضخمٍ فيها العجب ) وفن بعد الظهر من عيدِ الفطر .
ذكرُ مصنّفِ " مسلم " .
أبو الحسين ، مسلمٌ بن الحجاج بن مسلمٍ القشيري النيسابوري ، صاحبِ الصحيح ، رحل إلى الحجاز والعراق والشام ومصر ، سمع من يحيى بن يحيى النيسابوري ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وروى عنه الترمذي ، قال ابن أبي حاتم ( كتبتُ عنهُ وكان ثقةً من الحفاظ له معرفة بالحديث ، وسئل أبي عنه فقال:صدوق ) وقال بندار ( حفاظ الحديث أربعة = محمد بن إسماعيل ، أبو زرعة ، الدارمي ، مسلم ) .
أجمعوا أنّه وُلد بعد المائتين ، ولم أرَ أحدًا ضبطَ عمرَه ومولدَه ( قلت أبو الهمام : يرجعُ لتلخيص المنهاج شرح مسلم بن الحجاج ) .
ذكرُ مصنّفِ " أبي داود " .
iو سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني ولد ( 202 ) ، روى عن ابن حنبل ، وابن معين ، وقتيبة بن سعيد ، وعثمان ابن أبي شيبة ، وروى عنه الترمذي والنسائيُّ وأبو عوانة وابنُه ابقال أبو داود { كتبتُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم خمس مائة ألف حديث انتخبت ما ضمّنتُه وجمعت في كتابي هذا أربعة آلاف حديثٍ وثمانمائة حديثٍ من الصحيحِ وما يشبهُه ويقاربُه} ، ويكفي من الأحاديث :
(1) إنّما الأعمال بالنيات (2) من حسنِ إسلامِ المرء تركه ما لا يعنيه (3) لا يكونُ المؤمنُ مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يحبه لنفسه (4) الحلال بين ، والحرامُ بين ، وبين ذلك مشتبهات لا يعلمهن كثيرٌ من الناس .
فالأول لتصحيح العبادات ،والثاني : لمحافظة الأوقات ، والثالث : لمراعات الحقوق ،والرابع :مدافعة الشكوك والترددات
قال يحيى بن زكريا الساجي { أصلُ الإسلامِ كتابُ اللهِ ، وعمادُه سننُ أبي داود } وقد عرضه على الإمامِ أحمد بن حنبل فاستجادَه وأحسنَه ،قال الحافظ أبو بكرٍ الخطيب { كتابُ السنن لأبي داود كتابٌ شريفٌ لم يصنّف في علم الدين مثل، وقد رزق القبول من كافةِ النّاس ، وطبقات الفقهاء على اختلافِ ، وعليه معوّل أهل العراق ومصر وبلاد المغرب ، وكثير من أقطارِ النّاس .... يجمع تلك الكتب إلى ما فيها من السننِ والأحكام أخبارًا وقصصًا ومواعظَ وأدبًا .
قال ابنُ الأعرابي { لو أنّ رجلًا لمْ يكنْ عندَه من العلمِ إلا المصحفِ ، ثم كتاب أبي داود لم يحتجْ معهما شيءٌ من العلم }
قال الخطابي { وهذا لا شكّ فيه ، فقد جمعَ في كتابهِ هذا من الحديث في أصولِ العلم ، وأمهاتِ السنن ، وأحكام الفقه ما لم يعلمْ متقدما سبقه إليه ، ولا متأخرًا لحقه فيه } .
شروح سنن أبي دود
(1) معالمُ السنن ؛ للإمامِ الخطّابي ، ولخصه شهاب الدين المقدسي ، وسماه " عجالةُ العالمِ من كتاب المعالم " .
(2) شرح الإمام النووي ، ولكنه لم يتم .
(3) شرح الحافظ ابن القيم ، فقد ذكر أنّ المنذري قد أحسن في اختصاره ، فهذبتُه وزدتُ عليه من الكلام على العللِ ، وتصحيح الأحاديث ، والكلامِ على المتون المشكلة ، وبسط الكلام على مواضع لا يجدها في غيره .
(4) شرح الزوائد على الصحيحين ، لسراج الدين عمرو بن علي بن الملقن .
(5) شرح أبي زرعة أحمد بن الحافظ رزين الدين العراقي (826 ) كتبَ من أوله إلى سجود السهو في سبع مجلدات ، ولو كمله لجاء في أربعينَ مجلدًا .
(6) شرحُ شهاب الدين أبي محمد أحمد بن محمد المقدسي ، من أصحابِ المزي (765) وسماه {انتحاء السنن واقتفاء السنن } .
(7) مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود ، للسيوطي .
(
فتحُ الودود على سننِ أبي داود ، لأبي الحسن السندي ابن عبد الهادي ( 1139 ) .
لـانَ الحـديـثُ وعـلمُـهُ بـكمَـالهِ ** ** لإمـامِ أهـليـه إلـى داود
مـثل الـذي لـان الحديث وسـبكـه ** ** لنـبـيّ أهـلِ زمـانـه داود
سنن النّسائي ( المجتـبى ) .
هو : أحمدُ بن شعيب بن علي بن سنان أبو عبد الرحمن النسائي ، نسبةً إلى " نسأ " روى عنه ابنه عبد الرحمن ، وابن السني ، وأبو عوانة ، وأبو جعفر العقيلي ، وأبو جعفر الطحاوي .
صنّفَ في أولِ الأمرِ كتابًا يُقال له " السنن الكبير " وهو كتاب لم يجمع مثله في طرقِ الحديث ، وبيانِ مخرجه ثم اختصره بـ" المجتـبى " أو " المجتـنى "
وذلك بأمرِ أميرٍ بأن يجرّد الصحيحَ ، وكلّ حديث تُكلم في إسناده أسقطه ، وإذا أطلق في الكتب الستة فالمراد به المجتبى وقال أبو علي والحاكم والخطيب : له شرطٌ أشدُّ من شرطِ مسلم! وقولهم غير مسلّم .
قال ابنُ كثيرٍ : إن في النسائي رجالًا مجهولين ، عينًا أو حالًا ، وفيهم المجروح وفيه أحاديث ضعيفة ومنكرةٌ
قال الشوكاني : أقل السننِ الأربعِ بعد الصّحيحِ حديثًا ضعيفًا ، وقال الذهبي وتاج الدين السبكي : إنه أحفظُ من مسلم
كانَ لا يحدّثُ بحديثِ ابنِ لهيعةَ ، عاشَ ثمانيًا وثمانين سنةً ، توفي مقتولا وشهيدًا {303}.