الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد :
فعقب اطلاعي على عددٍ مما ينشر في منتديات الرقية الشرعية من مواضيع تتناول مسائل السحر والمس والعين وعلاجها وجدت أن معظم ما يتم كتابته أو نشره مخالفٌ لكتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم ولِما وضعه علماء الأمة من ضوابط وشروط
للتعامل مع هكذا مسائل مستندين في ذلك إلى أدلة الكتاب والسنة كونها من
المسائل التي تتلقى من قبل الشرع ؛ لأن معظمها يحصل إما :
1 :
بفعل الجن وهم عالم غيبي لا ينبغي لأحد أن يدعي أنه يستطيع دفعهم أو
التخلص من شرهم وما يؤثرون به على الإنسي من غير أن تكون الطريقة لدفعهم
مأخوذة عن طريق الوحي ( الكتاب والسنة ) .
2 : ما يصنعه السحرة من أمور خفية دون استخدام الجن تؤثر في الإنسان .
3 : ومنها كالعين يحصل بأمور خفية لا يعلمها إلا الله ، ومن ثم فإن علاجها لا يكون إلا بما ثبت شرعا أنه ينفع في ذلك .
وبعد دراستي لأدلة الشرع والاطلاع على أقوال علماء الأمة في هذه المسائل تبين ما يلي :
1 : إن أغلب من يكتب ( خصوصا في
المنتديات ) في تأصيل هذه المسائل لا يستند إلى أدلة الكتاب والسنة بل
إلى عقله العاجز عن إدراك الغيب وما استأثر الله بعلمه من الأسباب
التفصيلية لحصول هذه الأمراض .
فنراهم يقولون: أن الجني يفعل كذا ويفعل كذا ويدخل في هذا الجزء من جسم الإنسان فيفعل كذا وكذا .
وغيرها من الأقوال التي هي من القول على الله بغير علم بل هي من ادعاء علم الغيب من حيث لا يشعرون .
2 : وبالنظر لكون هذه الأمراض هي بفعل الجن وهو عالم غيبي أو بفعل أمور خفية لا يعلمها إلا الله علام الغيوب كالعين :
فيجب أن تكون طرق العلاج مأخوذة ممن عنده مفاتح الغيب وممن قدَّر هذه الأمراض ذات الأسباب الخفية .
3 :
وليعلم كل المسلمين أن الشرع العظيم لم يترك بيان هذه المسائل من حيث
الأسباب وطرق العلاج بل بيّن كل ذلك أوضح بيان لمن أراد أن يأخذ علمه
وما يتيقن أنه ينفعه ولا يضره من طرق العلاج من الكتاب والسنة
والاستغناء عما سواهما من البدع والضلالات والتخرصات وألاعيب المشعوذين
التي تضره ولا تنفعه .
أو عن ما يصنعه البشر( الرقاة والمعالجون ) استنادا إلى تجاربهم وما يتوصلون إليه من خلال عقولهم .
ففي هدي النبي صلى الله عليه وسلم من طرق العلاج الكفاية والغُنية لكل ما قد يتعرض له المسلم من هذه الأمراض .
فالحل
الأمثل والأسلم والأوثق للرقاة والمعالجين ولمن يريد أن ينفع المسلمين
ويعالج ما بهم من هكذا أمراض هو حفظ ما ورد عن طريق الشرع من الكتاب
والسنة الصحيحة من طرق للوقاية أو للعلاج من هكذا أمراض .
وله بفعله هذا أجران ؛ أجر اتباع الشرع، وأجر نفع المسلمين .
4 : إن ما يقدمه معظم الرقاة أو المعالجين للسحر والمس والعين
من طرق للعلاج هي طرق لم تدل عليها أدلة الكتاب والسنة وليس لها
مستند من الشرع من أنها تنفع في علاج هكذا أمراض أسبابها خفية أو
شيطانية .
بل
هي من نسج خيالات وتجارب الإنسان الذي لا يمكن أن يدرك ويتحقق من نفع
أي طريقة كانت لم تؤخذ من الشرع مهما زينها للناس وحشاها من كلمات
يستميل بها العامة ومن هم بحاجة لدفع الضر عن أنفسهم وقد يلجئون إلى أي
zeطريقة يظنون أنها قد تنفعلجهلهم ولقلة توكلهم على الله سبحانه .
5 : وتبين لي أيضا أمرٌ مهمٌّ ألا وهو عدم تفريق معظم الرقاة والمعالجين بين علاج السحر والمس والعين وعلاج باقي الأمراض التي تصيب البدن بأسباب وعلل عضوية . فيحتج أحدهم بأحاديث الحث على التداوي بالأدوية المباحة والتي يستعملها الأطباء لعلاج المرضى ذوي الأمراض العضوية .